حكاية الرجل الصالح
حكاية الرجل الصالح
في زمن مضى ..كان لرجل صالح غمامة تضلله في سيره و كان عابدا زاهدا فاعلا للخيرات متنقلا بين الممالك يدعو الناس لللأعمال الصالحة و ينهاهم عن المنكرات ..ذات ليلة و بينما هو جااس في الصحراء ينظر في السماء قال بينه و بين نفسه أنا أفضل الناس صلاحا و عبادة في هذا الزمن ..فلما أصبح لم يجد الغمامة التي كانت تضلله فبكى و علم أنه قد أساء أدبه مع الله سبحانه و تعالى و ظل لأيام يدعو الله أن يغفر له و يعيد له غمامته كعلامة على رضاه عنه ..و لكنه بقي على ذلك الحال شهورا حتى جاءت ليلة رأى فيها في منامه مملكة عظيمة لم يسبق أن رآها من قبل و سمع في منامه من يخبره بأن في هذه المملكة يوجد من هو أصلح منه فاطلب منه أن يدعو لك ..قام من نومه حائرا و سار من حينه يبحث في أرجاء الأرض و ظل كذلك زمنا طويلا حتى وجد المملكة التي رآها في منامه ..ډخلها مترقبا لا يعلم كيف سيجد ذلك الشخص و ظل يسير ناظرا في وجوه الناس حتى اتاه حارسان و اقتاداه الى قصر الملك دون أن يقولا كلمة واحدة فأصابه ړعب شديد ..ادخلاه الى قاعة العرش فاذا هي قاعة ضخمة شديدة الفخامة و قد امتلئت بالناس و على منصة عالية جلس الملك و الملكة على كرسيين مرصعين بالجواهر و عليهما أفخر الثياب و كانا يحكمان بين الناس و يعطيان السائلين و يعاقبان المذنبين .. وظل ينتظر حتى حل المساء و فرغت القاعة و صرف الملك الحراس و لم يبقى غيره مع الملك و الملكة فتملكه الخۏف و
لم يعرف كيف سيكون مصيره ..حينها نهض الملك و الملكة و طلبا منه أن يتبعهما فسار وراءهما و قد دخلا بابا خلف كرسي العرش و نزلا درجا طويلا ثم سارا في دهليز طويل مظلم لم يضئه سوى سراج كان يحمله الملك في يده ..ثم وصلوا الى سلم فصعدوه فاذا هم في كوخ حقېر فتعجب عجبا بالغا مما يرى و لم يفهم شيئا ..ثم رأى كيف نزع الملك و الملكة معطفيهما الفاخرين و لبسا مئزرين و صارا يشكلان من الطين أوان من فخار ثم وضعاها لتجف ..ثم قام الملك و الملك و غطا وجهيهما و حملا أوان كانت قد جفت من ايام سابقة و طلبا منه البقاء حتى يرجعا ..بعد ساعة عادا حاملين معهما خبزا و زيتا و ملحا فأكلوا جميعا و حمدوا الله أما هو فلم يعد يطيق صبرا فسألهما عن خبرهما فقد رأى عجباقال الملك كنت وليا للعهد و في الليلة التي ماټ فيها أبي