رواية اسلام كاملة بقلم سارة منصور

موقع أيام نيوز


نفسي ادخل هندسة حرام عليك يابابا متحرمنيش انى ادخل الجامعه 
_ مينفعش انت لازم تشتغل عشان تجيب حق العملية معايا انا مش هقدر اكون المبلغ دا لوحدي 
رأى أكرم الحزن فى عين ابنه والكسرة كأنه قد خسر كل شئ فى حياته ولم يعد لديه شئ 
فأردف الاب بعد ان تنهد 
_ بص يااسلام بعد مانظبط امورك كلها هقدملك فى الجامعه ماشي ياحبيبي صدقني يابني انا عاوز مصلحتك 

متفتكرش انى عاوز اذيك انا نفسي تكون احسن واحد شوفت أمك مش حاسة بحاجه عوزة تغلبني وخلاص  
يابني الدنيا دي مبترحمش حد 
فى تلك الكلمه تذكر اسلام رؤية الفتاة وكلام الناس المؤلم لها  
فسكت وهو ينصت الى والده وبعقله رياح شديدة تتقابل مع ڼار والدته البائسه وحديثها الدائم لها بأنها فتاة !!!!
تسأل فى نفسه  
لما لا يسألوه ماذا يريد 
ابتسم بسخرية على نفسه وهو يعلم انه حتى لا يعرف مايريده فاعتقد والده انه يسخر منه  
فكتم غيظه وربط على كتفه وقال 
_ بكرة هتروح لعمك ناجي الساعة عشرة قالها وهو يهيم بالخروج من المنزل فأوقفه اسلام وهو يقول 
_ بابا مسألتنيش ليه جبت مجموع كام 
وقف الاب وزفر بقوة زفرة خرجت من جسد متعب مثقل بالهموم فرد عليه 
_ عشان يابني الدنيا دي عمرها ماهتقف فى صفك ولا هتاخد بايدك مهما كنت ناجح وانا مش عاوز اتوجع بيك أكتر من كدا 
كانت والدته تتابعه من الغرفه الاخرى فاقتربت منه عندما ذهب زوجها الى الخارج 
فأصبحت تخطو على قدماها
بصعوبة  
بسبب مرض السكر الذي ظهر مفأجا مهلكا لجسدها وعيناه الضعيفة مما جعلها تكبر أكثر من عمرها سنوات 
_ ياسمين ياضي عيني عملتى ايه ياحبيبتي 
هتفت بها والدته وهو تمسك بحيطان المنزل حتى تقترب منه 
لو أخبركم ان الم حياته أختفى دفعه واحدة يوم هلك جسد أمه أمامه واستوطن الخۏف قلبه عليها فقط هل ستصدقون انه نسي نفسه 
اقترب منها مسرعا يمسك بيدها ويجلسها على الاريكه وقال 
_ اخيرا سألتيني ياماما جبت 
مرة كلمه والده على أذنه مش عاوز اتوجع بيك يابني أكتر من كدا 
فأردف لامه  
_ هتفرحي ياماما  
_ طبعا ياحبيبتي انا ليا مين غيرك ياضنايا بس بصراحه انا عارفه انك طلعت الاول زي كل سنه 
تنهد وقال 
_ بصراحه طلعت الثالث  
قامت الام بلهفه تقبل كامل وجهه فكيف لها ان تنسي ان ابنها ينتظر مجموعه فعندما سمعت حواره مع والده جرى الالم داخلها أكثر وربطت على ظهره  
فأردفت
_ ربنا يحميكي يابنتي وتبقي أحسن واحدة فى الدنيا 
ابتلع ريقه بصعوبة وقال بشئ من الحزن 
_ماما انا اسلام وهفضل اسلام طول عمرى ياريت معتيش تقوليلي ياسمين 
_ لايابنتي متقوليش كدا حرام عليك انت ياسمين انا عارفه وحاسة بيك ابوك كذاب وانت عارفة هو بيعمل كدا ليه  
_ بابا عنده حق الناس وحشه ومش هيرحمونى  
_ يعني أنت كمان حاسة انك 
_ مش عارف بجد انا مش عارف انا بس نفسي اشوفك مبسوطة وتضحكي  
نفسي اشوفك مبتعيطيش انا حاسس انى السبب فى كل دا  
_ لا ياحبيبتي انت ملكيش ذنب انت بس كل دا بسبب ابوكي الظالم منه لله منه لله دمرنا كلنا  
انت ياسمين 
_ متقوليش ياسمين ياماما كفايه 
_ نفسي اقولها قبل مااموت ياحبيبتي  
بكي الاثنان سويا كل منهم يريد ان يسعد الاخر برغم الدموع التى تسكن مقلتيهما ولا يعرف كيف يبدأ او كيف تاتى السعادة ام انها قطعت الوصال بينهم واصبح الحزن يعرف طريقها فقط 
توقف اسلام عن الدراسة ولم يذهب الى الجامعه وبقي يعمل محاسب مالى فى المول الخاص بعمه ناجى لمدة عامين 
كلما يراه عمه يشفق عليه ان هذا الصبي كان نابغة والان يعمل محاسب كاشير ومهما تكلم مع اخيه أكرم على ان يجعل اسلام يذهب الى الجامعه ويقوم هو بتحمل التكلفة لكن لايوافق ابدا ولا يعطى له سببا مقنعا 
وبرغم بعد اسلام عن الدراسة الا انه كان قريبا من كرة القدم يذهب دائما الى النادي الخاص بمركز بلدته  
يخرج طاقته السلبيه بها 
يرى زملاءه كثيرا هناك
ولايتحدث معهم وخاصة رامي الذي يذهب اليه دائما 
_ تعالا نلعب مع بعض انت يلا يامغرور ياعيوطة 
اعتقد رامي ان اسلام يتجنب حضوره ولا يعطى له ردا ويستمر بلعب الكرة منفردا  
ولا يعلم انه تائها مشتتا فى عالمه المظلم  
فدخل يسرق منه الكرة وقال 
_ اللعب لوحدك مش حلو تعالا نلعب مع بعض يارخم  
لم يرد اسلام اللعب معه ابدا كان يريد ان يبقي فى صومعته لنفسه بعيدا عن اى احد لكن رامي اخترق صومعته  
وبقي يلاحقه فى النادي الرياضي كل يوم وبشكل متواصل مهما عامله اسلام بنفور وبرود 
ولان اسلام كان وحيدا يلعب بمفرده استسلم لقرب رامي منه واصبحت العادة ان يكونو سويا يلعبون مع بعضهم
 

تم نسخ الرابط